رام الله، فلسطين – 9 تشرين الأول 2025 – أطلق اتحاد لجان العمل الزراعي اليوم حملته السنوية لقطاف الزيتون تحت عنوان “بَقاء” (بَقاء) الذي يعني “الاستمرار” أو “الدوام” باللغة العربية، في إشارة إلى الصمود والجذور والمقاومة في مواجهة الاحتلال وعنف المستوطنين.
وصل أكثر من 145 متطوعًا من 15 دولة إلى فلسطين للمشاركة في موسم قطف الزيتون، في خطوة تضامنية مع المزارعين الفلسطينيين خلال موسم الزيتون الذي يعد من أكثر المواسم الزراعية أهميةً وتعرضًا للتهديدات.
تركز الحملة على حماية بساتين الزيتون الفلسطينية، التي تعتبر رمزًا للصمود والتراث الفلسطيني، في ظل التحديات المتزايدة من الاحتلال والمستوطنين. سيقوم المتطوعون بمساعدة المزارعين في قطف الزيتون، وحماية الأراضي المعرضة للخطر، وتوثيق الانتهاكات في المناطق التي تتعرض لهجمات المستوطنين أو مصادرة الأراضي. وتؤكد حملة “بَقاء” على أهمية التمسك بالأرض والبقاء فيها، سواء من خلال العمل الزراعي أو الرمزية العميقة للاستمرار في مقاومة محاولات التهجير.
تُعدّ زراعة الزيتون جزءًا أساسيًا من الحياة الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني، إذ يُزرع أكثر من 10 ملايين شجرة زيتون في الأراضي المحتلة، ويمثل قطاع الزيتون مصدر رزق لأكثر من 100,000 عائلة فلسطينية. ورغم هذه الأهمية، يواجه المزارعون الفلسطينيون تهديدات كبيرة تشمل مصادرة الأراضي، اعتداءات المستوطنين، وقيود الوصول إلى أراضيهم. ومنذ عام 1967، تم اقتلاع أكثر من 800,000 شجرة زيتون، بالإضافة إلى تدمير العديد من الأشجار الأخرى بفعل العنف والإهمال. وفي موسم 2023 فقط، تم تدمير 278,000 شجرة زيتون، مما أدى إلى خسائر تُقدّر بحوالي 10 ملايين دولار. كما أسفرت القيود المستمرة وأعمال العنف عن جعل عملية قطف الزيتون أكثر خطرًا، حيث تم حرق أو قطع 3,100 شجرة في عام 2024.
تهدف الحملة إلى دعم المزارعين خلال موسم القطف، وحماية بساتين الزيتون، وزيادة الوعي بالتحديات التي يواجهها المزارعون الفلسطينيون في الأراضي المحتلة. ومع ذلك، سيكون المتطوعون والمزارعون عرضة لمخاطر المضايقات والعنف وقيود الوصول، خاصة في المناطق القريبة من المستوطنات أو المناطق العسكرية. ويُعدّ اسم “بَقاء” رمزًا للصمود، حيث يعكس التزام المزارعين الفلسطينيين والداعمين الدوليين بالبقاء على الأرض وحماية أشجار الزيتون، التي تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الفلسطينية.

