موحدون ضد فايروس كورونا حملة مستمرة أطلقها العمل الزراعي للمساهمة في التعافي من تداعيات الجائحة
انطلاقاً من فلسفة الاتحاد التنموية والتي رفعها بشعاره (نحمي أرضنا
وننصر فلاحينا) فإن الاتحاد ومنذ اللحظة الأولى لإعلان حالة الطوارئ نتيجة تفشي فايروس
كورونا في فلسطين والعالم أجمع، استنفر كافة طواقمه ولجانه الزراعية في مختلف
مناطق الضفة الغربية من شمالها لجنوبها، بهدف مساندة صغار المزارعين وعائلاتهم،
ليعمل خلال حملة موحدون ضد كوفيد 19 التي قادها للوصول إلى 9354 عائلة، حيث عمل على توزيع 1490 طرد تعقيم
و358 ألف شتلة خضار وتوزيع 855 طرد غذائي بالإضافة إلى المساهمة في إيصال طرود من الخضار
ل 3000 عائلة في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية حيث بدأ تفشي الوباء.
واستهدف الاتحاد في مراحل حملته الأولى، العائلات التي تعيش في
المناطق النائية والتي لا تصلها الخدمات الطبية والرعاية الصحية الحكومية، فقد
تمكنت طواقم الاتحاد من الوصول إلى 1490 عائلة من صغار المزارعين ومربي الثروة
الحيوانية في 85 تجمع بدوي، منتشرة وموزعة على محافظات الضفة الغربية، خاصة في
مناطق الأغوار وجنوب الضفة الغربية.
ومن جهة أخرى نظم الاتحاد حملة تبرعات لمدينة بيت لحم وضواحيها حيث
كانت المدينة تحت الحجر الصحي الكامل، ما أثر على وصول الأغذية والاحتياجات
الأساسية للعائلات، ومن خلال هذه الحملة أرسلت ثلاث شاحنات محملة بالخضار تم جمعها
من محافظات قلقيلية وجنين وأريحا والأغوار من خلال المزارعين والجمعيات التعاونية،
وكانت هذه الشاحنات محملة بأربعين طناً من الخضار، تم توزيعها على 3000 عائلة في محافظة
بيت لحم.
وارتباطاً بمفهوم السيادة على الغذاء وانطلاقاً من حرص الاتحاد على
تحويل هذه المفهوم من شعار تم رفعه منذ 17 عاماً إلى تطبيق فعلي يمارسه الكل
الفلسطيني في الريف، المدن والمخيمات، شارك الاتحاد بالحملة التي أطلقتها وزارة
الزراعة الفلسطينية بالتعاون مع ائتلاف المؤسسات الزراعية الفلسطينية، والتي كان
مضمونها توزيع مليون شتلة خضار على العائلات في مناطق الضفة المختلفة بهدف تشجيع
العودة إلى الأرض وزراعة الحدائق المنزلية والمساحات المتوفرة. وكان دور الاتحاد
بارزاً في الحملة حيث عمل على توزيع حوالي 400 ألف شتلة خضار على ما مجموعه 4 آلاف
عائلة موزعة على 110 مواقع في الضفة. وقد ساهم بنك البذور البلدية التابع لاتحاد
لجان العمل الزراعي على توفير حوالي 122 ألف شتلة خضار بلدية وذلك لتمكين
المزارعين من إنتاج غذائهم بأنفسهم تعزيزاً لمفهوم السيادة على الغذاء والتي يشكل
أساسه البذور البلدية، زراعتها وإكثارها والحفاظ عليها.
ونتيجة لاستمرار حالة الطوارئ التي تم تمديدها لثلاثة أشهر على
التوالي، فقد عمد الاتحاد على دراسة التجمعات والمواقع المختلفة التي فقدت على
إثرها مئات العائلات مصادر دخلها، خاصةً العمال الزراعيين والعمال المحليين، واتخذ
الاتحاد أسلوباً مغايراً في دراسة احتياجات العائلات المتضررة من خلال عمل مسح
لاحتياجاتها والاستجابة لها من خلال توفير طرود غذائية صممت مضمونها الأسر ذاتها،
وبناءً على ذلك المسح تم توزيع حوالي 900 طرد غذائي موزع على 32 تجمع وموقع في
الضفة الغربية.
أنهى العمل الزراعي المرحلة الرابعة من حملته باستهداف أكثر من 227
تجمع في مختلف محافظات الضفة الغربية، وما زال الاتحاد يواصل تنفيذ برامجه
ومشاريعه التي تخدم رؤيته ورسالته في دعم صمود صغار المزارعين وحماية الأراضي
والمساهمة في ترسيخ مفهوم السيادة على الغذاء كرافعة أساسية نحو الاكتفاء الذاتي
والتحرر الوطني. ورغم صعوبة الظروف الحالية إلا أن العمل الزراعي سيستكمل حملته في
الفترة القادمة بهدف مساندة المزارعين للمساهمة قدر الإمكان بالتعافي من تداعيات
جائحة كورونا.