Categories الاخبار

محاصيل الخضروات بين الماضي والحاضر

 كثيراً ما نسمع من جداتنا عما كانت تقوم به النساء
قديماً من تجفيف لثمار “البندورة البلدية” خلال الصيف لحفظها واستخدامها
طوال العام نظراً لعدم توفرها في وقت آخر، فضلاً عن حديثهن عن طعهما المميز
ورائحتها القوية، وعن خلوها من الأسمدة والمبيدات الكيماوية، وكما هو الحال في
محصول البندورة فإنه ينطبق على جميع محاصيل الخضار البلدية.

وعلى الرغم من كلِّ ما تتميز به الأصناف البلدية فإننا
نجد أن هذه الأصناف اندثرت، بسبب تغير الأنماط الزراعية المتبعة من قبل المزارعين
ورغبتهم في اختصار الوقت والحصول على الإنتاج بفترة قصيرة، فضلاً عن رغبتهم بتوفير
المنتجات الزراعية في مواسم غير مواسم إنتاجها، مما جعلهم يستبدلون الأصناف
البلدية بأصناف مستوردة مما أدى إلى اندثار الأصناف البلدية.

إن استبدال المزارعين للأصناف البلدية بالأصناف
المستوردة، جعلهم مضطرين لشراء البذور المستوردة من الشركات الأجنبية المنتجة لها
وشراء مستلزمات إنتاجها من مياه وأسمدة ومبيدات كيماوية لتوفير ظروف الإنتاج
اللازمة، غير أنهم ساعدوا في تلويث البيئة (خاصةً المياه والتربة) نتيجة الاستخدام
المفرط للكيماويات الزراعية.

أما البذور البلدية التي ساعد المزارعون على اندثارها
فهي بذور متأقلمة مع الظروف المحلية ولا تحتاج إلى كميات مياه كثيرة لريها، إضافةً
إلى قدرتها على تحمل المناخ الجاف ومقاومة الأمراض والآفات الحشرية بالتالي لا
تحتاج لأي أسمدة أو مبيدات كيماوية، فضلاً عن قدرة المزارع على إنتاجها بنفسه. أما
ثمار ومحاصيل البذور البلدية فتمتاز بخصائص نوعية تفتقر إليها ثمار ومحاصيل البذور
الصناعية الكيماوية، مثل غناها بالعناصر الغذائية، وطعمها الممتاز، وفترة إنتاجها
الطويلة مع ثبات في الإنتاج
.

إن الحفاظ على البذور البلدية من الاندثار أمرٌ مهم من
أجل إنتاج محاصيل خالية من الكيماويات، وحماية البيئة من التلوث، ومن أجل حماية
المزارع الصغير لإنتاج بذوره بنفسه، فضلاً عن كونه حفاظٌ على الموروث الثقافي
للأصناف البلدية الذي دائماً ما يذكرنا به أجدانا.