مؤتمر الحركات الاجتماعية الدولي ينهي أعماله في رام الله
9/8/2018 اختتمت
اليوم الخميس أعمال مؤتمر الحركات الاجتماعية الدولي الأول من نوعه في فلسطين،
والذي عقد في رام الله بالتزامن مع غزة، بتنظيم كل من اتحاد لجان العمل الزراعي
ومرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية، وبحضور كوكبة غنية من المتحدثين الممثلين
لحركات اجتماعية من أربع عشرة دولة، جمعت على أرضية واحدة حركات اجتماعية من أمريكا
اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة والفلبين والهند، وعبر الإتصال المرئي قدمت
أكثر من مداخلة لعدد من ممثلي الحركات الاجتماعية في الدول العربية، شكلت مجتمعة
تجربة غنية بالكثير من الدروس المستفادة من التجارب التي تم تدارسها خلال المؤتمر،
الذي حضره أكثر من 800 شخص من شرائح وفئات اجتماعية مختلفة، خصوصاُ الشباب، بتفاعل
ونقاشات إيجابية.
وهدف
المؤتمر إلى إيجاد بيئة حوار غنية بالتجارب التي استعرضها، فتناول المؤتمر موضوع الحركات الاجتماعية في فلسطين لأول مرة،
جامعاً تحت هذه المظلة عدداً كبيراً من الجهات الفاعلة اجتماعياً،
بما أسهم في تفكيك وتحليل الأرضية التي تعمل عليها الحركات الاجتماعية الفلسطينية،
ونقاش طبيعة التحديات الوطنية والاجتماعية التي يتم التعامل معها. وانطلاقاً من
ضرورة ملحة تستدعي تعزيز التشبيك والتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات ما بين مجال
الحركات الاجتماعية الفلسطينية وتلك الناشطة عالمياً، وبما يسهم في تطوير واقع
الحركات الاجتماعية الفلسطينية في المستقبل، وتحديداً في زيادة مساهمة تلك الحركات
في النضال الوطني التحرري، وفي مجالات تحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق
الفقراء والمهمشين والمواطنين بشكل عام.
وقد تخلل
اليوم الأول أربع جلسات: قراءة في واقع الحركات الاجتماعية: عيش، حرية، عدالة
اجتماعية من المحلي للعالمي: فضاءات للتضامن والنضال المشترك فلاحين بلا أرض
وعمال بلا عمل نضال الحركات النسوية: بين الشارع والمهننة، متفقة على أهمية
الحراكات الاجتماعية والتحديات التي تواجهها.
وكان اليوم
الثاني ميداناً لمناقشة السلطة في مواجهة العمل النقابي، فناقشت الجلسات العمل
النقابي: في ظل السلطة أم في مواجهتها النضال المطلبي والكفاح الوطني الإنتاج
المعرفي في مواجهة خطاب الهيمنة منظمات بلا تنظيم.
وجاء هذه
النقاش اتساقاُ مع بوصلة تسعى إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والقضايا
الاجتماعية الفلسطينية دولياً، خصوصاً بعد تراجع القضية على المستوى الدولي، وذلك
لنقل الواقع الفلسطيني المعاش تحت الاحتلال بخطاب حركي اجتماعي. في ظل أهمية تبادل
الخبرات مع مختلف الحركات الاجتماعية من حول العالم فيما يتعلق بكافة التجارب التي
تتعلق بالفلاحين والعمال واللاجئين والحركات الاجتماعية النسوية، هذه الحركات التي
تحمل نفس الهموم والرسالة وهي التحرر من قبضة الإمبريالية العالمية التي تمثل
“إسرائيل” أحد أذرعها.”
وخرج
المؤتمر بعدد من التوصيات كانت أبرزها نقل قضايا الفلسطينيين للعالم عبر الحركات
الاجتماعية المختلفة، كما وتم تقديم توصية من قبل المتحدثين للعمل على إيجاد منصة
دولية تحتضن الحركات الاجتماعية من مختلف أنحاء العالم لتوحيد هموم الشعوب. من
الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت كل من سام أندرسون من الولايات
المتحدة الأمريكية وألبينو رينالدو أوليفرس من الفليبين من الدخول لفلسطين وذلك
لمواقفهم الواضحة المناصرة للقضية الفلسطينية.
كما شدد
المؤتمرون على دور الحركات الاجتماعية في إيجاد حركة التغيير المشتهاه، وضرورة
وجودها وتفعيلها وهي التي لا تتناقض مع الأحزاب السياسية بل تعتبر كل منهما رافد
للأخرى، تشتركان في أرضية النضال الموحد لاستعادة الحقوق والحريات للفئات المهمشة،
والمغبونة.
وأكد
المؤتمر على ضرورة الإصرار على أهمية البنى الوسيطة الممثلة بالمؤسسات الأهلية
والحركات والمنظمات وحتى الأحزاب السياسية كمؤسسات دعم متبادل، على علاتها لأنه في
مثل هذه الوحدات الاجتماعية يجد الناس القدرة على التعبير عن صوت جماعي لتلعب دور
مخففاً من وطأة الاضطهاد، من خلال السعي للتأثير في سياسات الدولة وإن تم ذلك
بطريقة جزئية.
وأكد المؤتمر
على أن للحركات الاجتماعية دور وطني واجتماعي لمواجهة السياسات الاحتلالية
الاستعمارية التي يسلكها المحتل على الشعب الفلسطيني، ودور في الضغط على السلطة
القائمة في سياساتها التي تتساوق مع الاحتلال في كثير من الأحيان.