خربة سمرا في مواجهة التهجير
تشكل خربة سمرا
في الأغوار الشمالية بعائلاتها الخمس المتبقية، جداراً أخيراً أمام
محاولات حكومة الاحتلال تطهير المنطقة من سكانها الفلسطينيين، من خلال سياسة
ممنهجة لتهجير العائلات هناك بشكل كامل، فقد كان عدد العائلات التي تعيش في خربة
سمرا التاريخية التي يبلغ عمرها أكثر من 150 عام، حوالي 50 عائلة، هجرت بفعل
سياسات التضييق والحرمان والانتهاكات المختلفة التي ارتكبتها وترتكبها حكومة
الاحتلال ضد أهالي تجمع خربة سمرا، كجزء من سياسة ممنهجة لتهجير وإخلاء الأغوار من
التجمعات السكانية الفلسطينية هناك.
سمرا المقيدة
بالتدريج ومنذ
احتلال عام 1967 للضفة الغربية وقطاع غزة، أحاط خربة سمرا من كل الجهات أخطبوط
الاحتلال بأذرعه المختلفة، فأحيطت بثلاث معسكرات لجيش الاحتلال، ومستوطنة وبؤرة
استيطانية وشارع عسكري، زادت وتزيد مجتمعةً الخناق على التجمع، بفعل سياسات ممنهجة
مورست وتمارس بشكل يومي على التجمع هناك، يقول فوزي ضراغمة ” نمنع من رعي
مواشينا، ونمنع من حراثة أرضنا وزراعتها، نعاني من الحرائق التي يتسبب بها
المستوطنون والتدريبات العسكرية، فقد حرقت آلاف الدونمات”.
كان أهالي خربة
سمرا والتجمعات المجاورة يتحركون بمساحة 30 ألف دونم بكل حرية، حتى قلص بناء بؤرة
استيطانية هناك المساحة لتصبح 500 دونم، كمساحة للرعي والتحرك للسكان، ومع ذلك فإن
المضايقات تلاحقهم، فتارة بإشعال الحرائق وتارة أخرى بمصادرة آلياتهم الزراعية
انتهاءً بتجريف الأرض باستخدام الآليات العسكرية التي تحفر عميقاً في الأرض، يضيف
فوزي “رغم ما فعلوه أصر على زراعة أرضي ولن يمنعوني”.
“تعطيش”
السكان
تشكل سياسة
“تعطيش” فلسطينيي الأغوار واحدة من السياسات التي يستخدمها الاحتلال في
تهجيرهم، فيحرم الأهالي هناك من حقهم في الوصول إلى مصادر مياههم الغنية في
المنطقة، فتضطر الأسرة لشراء تنك مياه يومياً لتلبية الحد الأدنى من احتياج الأسرة
والمواشي، والذي تعد تكلفته عالية وتعادل حوالي 250 شيكل لكمية 10 كوب أي ما يعادل
70$. في المقابل يتم توفير البنية التحتية والاحتياجات للمستوطنين الذين يسيطرون
على المنطقة، فعلى سبيل المثال يعيش 15 مستوطن في بؤرتين استيطانيتين في منطقة
السويدا وخلة حمد، يسيطرون على 25 ألف دونم يتحركون فيها بمواشيهم بحرية وتتوفر
لهم الخدمات كلها، المياه والطرق وغيرها من الخدمات.
يمنع أهالي
خربة سمرا وفلسطينيي الأغوار بشكل عام من حفر آبار لتجميع المياه، كما تمنعهم قوات
الاحتلال من تأهيل الآبار القديمة التي يمكن أن تحل جزء من مشكلة شح المياه التي
يواجهون بفعل نهب الاحتلال لهذه المصادر، ومن جهة أخرى يمنع أهالي الخربة وأهالي
الأغوار عامةً من بناء خيم جديدة تأويهم. بكل السبل وباستخدام كل السياسات يعمل
الاحتلال على تهجير الفلسطينيين من الأغوار الفلسطينية على طريق السيطرة عليها
وإفراغها من سكانها لصالح الاستيطان.
التدريبات
العسكرية، تهجير بالتدريج
تشكل التدريبات
العسكرية معاناة يومية للسكان في الأغوار، حيث تخلي قوات الاحتلال السكان من
تجمعاتهم بحجة التدريبات العسكرية التي يمكن أن تستمر لأيام، أو في حالات أخرى يتم
منع الأهالي من مغادرة خيامهم بسبب هذه التدريبات، ولا تنتهي المعاناة بانتهائها،
فيليها ترك مخلفات هذه التدريبات العسكرية التي تتسبب بحرائق إلى جانب مخلفات
الأسلحة الخطيرة التي أدت إلى استشهاد أربع فلسطينيين من الأغوار وإصابة أكثر من
26 مواطن ونفوق مواشي بسبب الألغام في السنوات الثلاث الأخيرة فقط. وعند الحديث عن
منطقة خربة سمرا والمنطقة المحيطة بها فنحن نتحدث عن منطقة تخدم 4 تجمعات بدوية
أخرى هي مكحول وجزء من حمصة والحديدية والراس الأحمر، ما يعني أن التدريبات
العسكرية وما تخلفها من حرائق وكوارث تؤثر على ما مجموعه حوالي 100 عائلة تسكن هذه
التجمعات.
اخطارات على
طريق التهجير
تواجه خربة
سمرا بما تبقى من أسرها الخمس، اخطارات بالهدم يمكن أن تنفذ بأية لحظة، كيف لا وهي
تشكل الشوكة الأخيرة في حلق سياسة تهجير وإفراغ المنطقة هناك من سكانها، وإذا ما
نفذت هذه الاخطارات ستسيطر قوات الاحتلال على كامل ال 30 ألف دونم لينتهي بذلك
الوجود الفلسطيني هناك، رغم امتلاك السكان هناك أوراقاً ثبوتية “طابو” تثبت
ملكيتهم لتلك الأرض.
36 خربة وقرية
دمرها الاحتلال الإسرائيلي في احتلاله للأغوار الفلسطينية في العام 1967، شردوا
أهاليها على غرار باقي المناطق المحتلة في ذات العام، والآن تعيش 500 أسرة في
الأغوار الفلسطينية في بيوت شعر يحافظون بوجودهم هناك على فلسطينية الأغوار،
ويواجهون أعتى سياسات الاحتلال من الحرمان والمضايقات وسياسات التهجير المختلفة، فبنيت
على أراضي الأغوار 22 مستوطنة وبؤرة استيطانية، و11 معسكر وثلاث نقاط مراقبة وختام
عملية الإحلال هذه التي مورست على مدار السنين، تهدد حكومة الاحتلال بضم غور
الأردن بالكامل.