تحذير من خطورة الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية لأريحا والأغوار

Categories الاخبار

تحذير من خطورة الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية لأريحا والأغوار

 

أريحا – نقلا عن جريدة القدس – حذر محافظ أريحا والأغوارالمهندس ماجد الفتياني من خطورة الهجمة الاسرائيلية على اريحا والاغوار والتي تطال الانسان والأرض وتعيق التنمية وتهدد مستقبل السلام في المنطقة.

وقال الفتياني خلال استقباله وفداً اعلاميا ضم ممثلين عن وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية بدعوة من وزارة الاعلام، ان الاغوار تتعرض الى هجمة شرسة على مختلف المستويات من الاحتلال الاسرائيلي وتطال الارض والانسان وتهدد مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة.

وأشار الفتياني الى الاخطارات التي وزعتها السلطات الاسرائيلية مؤخرا على مزارعي النخيل في منطقة دير حجلة والزور شرقي اريحا لاخلاء 3728 دونم مزروعة بالنخيل ما يلحق خسائر فادحة لهذا القطاع، وقال ان حجم الاستثمارات في هذه الاراضي فاقمت خمسين مليون دولار وهناك عدد كبير من العاملين سيحرمون من فرص العمل ما يعني ضرب الاقتصاد وتعطيل الاسثمار والتنمية في هذا الجزء المهم في الوطن والذي يشكل احتياطا استراتيجيا وسلة الغذاء لفلسطين.

وقال ان اريحا هي محافظة زراعية وسياحية حيث كان يزرع قبل 1967 نحو 500 الف دونم من شمال البحر الميت حتى بيسان وكان هناك 167 بئرا ارتوازيا و 200 مضخة من نهر الاردن تم توقيفها،اما اليوم فقد اصبح عدد الابار 57 فقط بسبب الاجراءات الاسرائيلية وعملية الضخ للمستوطنات التي تسرق المياه من اعماق الارض لتغذي المستوطنات وتسيطر على الاراضي الفلسطينية.

وأضاف ان حصة الفلسطينين من المياه تصل الى 5% فيما 95% للاسرائيلين، وتتحكم شركة مكوروت بالمياه ولم توافق على زيادة كميات الضخ للتجمعات الفلسطينية، فعلى سبيل المثال هناك اتفاق لتزويد مخيم عقبة جبر ب 95 كوبا في الساعة، واليوم يضخ نحو 5 فقط ولم ياخذوا بعين الاعتبار الزيادة السكانية.

كما ان حصة الفرد الفلسطيني 50 لترا مقابل 800 لتر للاسرائيلي أي اكثر من 16 ضعفا للفرد.

وأشار الفتياني الي ان نسبة ملوحة المياه السطحية التي يعتمد عليها الفلسطينيون تتعدى 4000 وحتى 5000 في بعض الابار اي انها لا تصلح للزراعة واسرائيل لا تسمح بحفر ابار عميقة وهذا دفع الفلسطينيين للتحول الى زراعة النخيل لتحملها هذه الملوحة ولها مردود اقتصادي وحسب الاحصائيات فاننا نزرع اليوم نحو 55 الف دونم من اصل 500 الف ما يشير الى تأثير الاحتلال وقيوده واجراءاته الظالمة. وقال ان الاغوار فيها اقل نسبة كثافة سكانية، لأن اسرائيل لم تسمح بالانتقال او تغيير العنوان لهذه المنطقة والرقم المعلن من الاحصاء فان عدد سكان اريحا والاغوار 55 الف مواطن في الوقت الذي كان هناك في 5/6/1967 عشية حرب حزيران 75 الفا في مخيم عقبة جبر وعين السلطان 25 الفا والنويعمة 20 الفا.

وأكد الفتياني ان السلطة الوطنية تعمل قدر الامكان لدعم الاغوار وهناك مشاريع في البنية التحتية تشهد نقلة نوعية قد لا ترتقي الى طموحاتنا الا اننا نعمل قدر الامكان ونقدر الظروف القاهرة التي يعيشها المواطن ومع ذلك اصبح هناك تطوير في المدارس والعيادات والطرق وشبكات المياه، معظم القرى الفلسطينية أصبح فيها شبكات باستثناء بعض المناطق في الجفتلك. وشدد وكيل وزارة الاعلام الدكتور محمود خليفة على أهمية الدور الاعلامي في فضح الانتهاكات الاسرائيلية التي تهدد الانسان والارض والسلام، مضيفا اننا نعمل على كشف الحقيقة وهذا هو واجب الاعلامي والصحفي في كل المجالات.

واكد نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار ضرورة التحرك الاعلامي والسياسي لفضح الانتهاكات الاسرائيلية، معتبرا ان الاحتلال والاستيطان خطر على كل مناحي الحياة، وقال ان الجولة الصحفية بمشاركة عشرات الصحفيين من مختلف وسائل الاعلام خطوة مهمة لوضعهم في صورة الوضع على الأرض وحتى نتعامل بمهنية عالية مع هذه القضية من كل الجوانب، مشيرا الى ان الوفد زار الاراضي الفلسطينية المهددة والتقى مزارعي النخيل كما زار العوجا واطلع على النهب الممنهج الذي تقوم به اسرائيل لابار المياه وتحويلها الى توسيع المستوطنات لتحرم الفلسطيني من حقه في الزراعة والعيش وتطلق العنان للمستوطنين في الاستيلاء على الاراضي وتسمين المستوطنات.

وحذر وزير الأوقاف محمد الهباش من الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة مبينا ان الاراضي المخطرة هي فلسطينية وفيها اوراق رسمية وهي مثبتة وان هذه الخطوة اصبحت معركة بالنسبة لنا فالاراضي المهددة تشكل لنا نقطة مقاومة، واستثمر المزارعون ملايين الدولات ولن نسكت على هذه الانتهاكات. وأكد الدكتور جواد ناجي وزير الاقتصاد على ضرورة التعاون المشترك لتثبيت المزارع فوق هذه الأرض وتفويت الفرصة على المخططات الاسرائيلية، مبينا ان هذه الانتهاكات لها نتائج وخيمة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية. وقال نائب رئيس البيئة جميل المطور ان هذه الارض مسكونة بالتاريخ والتراث وهي مورد هام لسلة الغذاء وأحد المقومات وان الاحتلال يحاول ضرب هذا المقوم بمصادرة الاراضي ونهب المياه ما يؤكد على ان اسرائيل لا تريد لشعبنا الحياة، وأضاف أن الاخطارات في منطقة دير حجلة هي تجاوز لكل المواثيق وتعد جريمة زراعية يحاسب عليها القانون الدولي.

واعرب الوفد عن الاستياء من الواقع المائي في الاغوار حيث تقوم مضخات اسرائيلية عملاقة بشفط مخزون المياه من احواض عميقة في منطقة بشفط مخزون المياه من احواض عميقة في منطقة العوجا وتحويلها للمستوطنات، وحسب الخبراء فان هذه العملية المتواصلة ادت الي حفاف عين العوجا مؤخرا. وعند مستوطنة نتيف حدود “معبر الكتيبة” شمال العوجا انهمك عمال تايلنديون بالعمل في جني محصول النخيل في الوقت الذي تعمل فيه اسرائيل على اقتلاع النخيل في اريحا ودفع المزارع الفلسطيني للبطالة، ما يبين بوضوح النوايا الاستيطانية في هذه المنطقة، لا سيما وان العمال الاجانب جلبوا عائلاتهم للسكن فوق الاراضي التي لا يسمح لاصحابها بالبناء او اقامة المدارس والعيادات الصحية فيها.