يحذر اتحاد لجان العمل الزراعي (UAWC) من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بعد مرور 600 يوم على العدوان والإبادة الجماعية المستمرة، حيث تتكشف مجاعة من صنع الإنسان نتيجة الحصار الخانق، والتدمير الممنهج الذي طال 95% من الأراضي الزراعية، وفقًا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO).
يشهد قطاع غزة اليوم أوضاعًا كارثية غير مسبوقة، فقد أصبحت المجاعة تُهدد حياة جميع السكان، خاصة في شمال القطاع، حيث يعاني السكان تحت القصف والنزوح من مستويات جوع تتجاوز الكارثة. الأطفال يموتون يوميًا بسبب سوء التغذية والجفاف والأمراض الناتجة عن تلوث المياه — وهي جرائم حرب تُرتكب بإرادة سياسية وعقاب جماعي.
لم يتبقَ سوى 5% من الأراضي الصالحة للزراعة بعد أن دمر الاحتلال المزارع، والبذور، وشبكات الري، ومرافق الصيد، وحتى الحيوانات والأشجار المثمرة. أصبحت غزة، التي كانت تُنتج أكثر من 30% من احتياجاتها الغذائية، عاجزة عن توفير القوت اليومي بسبب السياسات الممنهجة لتحطيم السيادة الغذائية.
وبعد أكثر من 600 يوم على الإبادة والتجويع، نعلن الآتي:
1. ندين الصمت الدولي تجاه الإبادة الجماعية، ونطالب برفع الحصار فورًا، وفتح المعابر أمام الغذاء والدواء والوقود بكميات تكفي 2.3 مليون إنسان.
2. نطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات فورية على إسرائيل لانتهاكها قرار محكمة العدل الدولية بوقف أعمال التجويع.
3. نستنكر تقاعس المنظومة الأممية عن تطبيق القانون الدولي الإنساني، ونطالب بتحقيق مستقل في استهداف المزارعين والصيادين وقتل وإصابة العديد منهم.
4. نطالب بتمويل عاجل لإعادة تأهيل الـ 5% المتبقية من الأراضي الزراعية، وحماية المزارعين الذين يحاولون إنقاذ ما تبقى من أرض تحت القصف.
5. نؤكد أن استمرار المجاعة جريمة متعمدة، وأن إنقاذ غزة يتطلب وقف العدوان وإعادة بناء النظام الزراعي كشرط لأي حل سياسي.
6. ندعو جميع الأطراف إلى احترام مبادئ العمل الإنساني التي تتمثل في الإنسانية والحياد والنزاهة والشفافية وعدم عسكرة المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى مستحقيها والالتزام بآليات توزيع المساعدات السابقة والتي تحترم مبادئ العمل الإنساني من أجل تفادي وقوع مزيد من الضحايا عبر كمائن الموت التي ينفذها جيش الاحتلال والشركات الأمنية.
نجدد التأكيد على أن السيادة الغذائية حق إنساني، وأن أي مستقبل مستدام لغزة يجب أن يرتكز على إعادة بناء نظام زراعي عادل وصامد، بعيدًا عن الاحتلال والحصار والحرب.
كما ندعو جميع أحرار العالم والمتضامنين مع شعبنا إلى تصعيد التظاهر والفعاليات الجماهيرية ضد الإبادة الجماعية والتجويع …
لا يمكن فصل الغذاء عن الحرية.
غزة تموت جوعًا.. والعالَم يشاهد.