بدعم من اتحاد لجان العمل الزراعي لمى ولانا تواجهان البطالة بالعودة إلى الأرض كقيمة إنتاجية
بدأت لمى عمر 24 عاماً ولارا بدير 23 عاماً خريجتي الإنتاج النباتي من
جامعة النجاح الوطنية في نابلس، بالبحث عن فكرة مشروع زراعي مميز عندما أعلن اتحاد
لجان العمل الزراعي عن تقديم منح لمقترحات مشاريع زراعية مميزة، انطلقن في بحثهن من
ضرورة التقدم بفكرة جديدة من خلال إيجاد محصول غير موجود في فلسطين ومحاولة
استقدامه وتجربته، كان محور البحث رغبتهن بإيجاد بديل عن المحليّات الصناعية، كونها
تشكل خطراً على مستخدميها من مرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى الكلى لاحتوائها على نسبة
كبيرة من الصوديوم، وإيجاد منتج طبيعي خال من أي مواد حافظة أو أي عمليات تصنيع.
سكر الأستيفيا
وصلت لارا ولمى من خلال بحثهن المستمر إلى نبتة سكر الأستيفيا، التي
اكتشفت أول مرة في أمريكا اللاتينية، وهي نبتة تحتوي على كمية كبيرة من المركبات المضادة
للأكسدة، مثل الفلافونويد والتربينات، كما أنها غنية بالبروتين والحديد
والبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وفيتامين أ، ج. ولكون النبتة غير موجودة في
فلسطين ولا توجد تجارب سابقة لزراعتها هنا، استمر البحث حتى وصلت الفتاتان إلى
شركات ومزارعين في مصر ينتجون محصول سكر الاستيفيا، فتواصلن معهم للحصول على
معلومات حول النبتة وكل ما يتعلق بها من كيفية الزراعة إلى الخصائص والفوائد.
من فكرة إلى
واقع
حصلت لارا ولمى
على موافقة العمل الزراعي وحصلن على المنحة، لتتحول الفكرة إلى مشروع قائم على
الأرض، فبدأت رحلة البحث عن أرض لاستخدامها في تنفيذ المشروع، ليصلن إلى مرادهن في
قرية كفرجمال في محافظة طولكرم. وبدأن بتنفيذ المشروع على مساحة دونم بمتابعة ودعم
من العمل الزراعي الذي وفر لهن البيت البلاستيكي وأنابيب الري وأشتال الاستيفيا.
تقول لارا ” نحن اليوم نكرس خبراتنا والمعلومات التي نحصل عليها من بحثنا المستمر،
ونجتهد قدر المستطاع والإمكانيات لمتابعة محصولنا خطوة بخطوة، ابتداءً من مراحل
نمو المحصول المختلفة، مروراً بالاحتياجات الملائمة من توفير المكان المعدّ
والمهيّأ لمتابعة مراحل الإنتاج، كعمليّة التجفيف، والجرش اليدويّ”.
“مشروعنا
نادر نأمل أن يستمر”
لارا ولمى أول
من زرع محصول سكر الاستيفيا في الأراضي الفلسطينية، ومن تجربتهن الأولى في تسويق
المحصول وجدن إقبالاً عليه بالأخص من مرضى السكري، حيث يمكن أن تشكل هذه النبتة
بديلاً حقيقياً للأنسولين كما أنها مفيدة لمرضى الضغط بالإضافة إلى إمكانية أن تشكل
مكملاً غذائياً.
في مراحل
الإنتاج تقوم لارا ولمى بعمليات التجفيف والجرش بصورة يدوية بسبب عدم وجود آلات
لذلك، ولكن العقبة الأكبر هي عدم وجود ماكنة تغليف، حيث يحتجن ماكنة لتغليف كمية نصف
غرام وهي الحاجة الكافية لكأس واحدة، وهذا ما سيسهل عملية التسويق ويوسعها بشكل
أكبر بالأخص عند تسويق سكر الاستيفيا لمراكز التغذية حيث المواصفات محددة ويجب أن
تكون مفصلة بالمواصفات الغذائية الموجودة ومغلفة بالشكل المناسب.
لذلك تستمر لارا ولمى بالبحث عن منحة أخرى يمكن أن يحصلن عليها لشراء ماكنة التغليف مما سيؤدي إلى
عمل نقلة نوعية كبيرة في مشروعهن المهم. في هذا الشأن تقول لمى ” نحن نحب
مشروعنا، وهو نادر ونأمل أن يستمر، لذلك نأمل أن نتمكن وضمن الخطة التطويرية
للمشروع، من إنشاء مصنع تعبئة وتغليف خاص بنا مجهز بمعدات وماكينات تتيح لنا إجراء
جميع مراحل ما بعد الحصاد بسهولة ويسر ووقت وجهد أقل، لكي نتمكن من تزويد السوق
بأكمله والتوجه للتصدير أيضاً، ولا نغفل سعر المنتج النهائي الذي سيكون بتكلفة أقل
على المستهلك، كون جميع العمليات ستكون من مصدر واحد”.
إنها قصة نجاح
فلسطينية في مواجهة بطالة الخريجين من الشباب والشابات عبر العودة للأرض
والاستثمار فيها …. قصة مثابرة وإرادة تحول الفكرة إلى واقع “