“العمل الزراعي” يفوز بجائزة مؤسسة الفكر العربي في مجال الإبداع الإقتصادي للعام 2015
رام الله- نجح اتحاد لجان العمل الزراعي بنيل جائزة مؤسسة الفكر العربي في مجال الإبداع الإقتصادي، عن دوره في تطوير واستصلاح الأراضي الفلسطينية.
وقال القائم بأعمال مدير عام “العمل الزراعي” المهندس فؤاد أبو سيف، إن الفوز بالجائزة يعتبر انجازاً وطنياً بامتياز، ويشكل دافعاً مهماً للمؤسسة لاستكمال ضخ المزيد من جهودها في استصلاح الأراضي الفلسطينية لا سيما في المناطق المصنفة “ج”. مؤكداً على دور مؤسسة الفكر العربي الدولية الأهلية ومقرها لبنان، في تعزيز ثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسؤولة، وتُعنى بمختلف سبل المعرفة، من علوم وطب واقتصاد وإدارة وإعلام وآداب، في سبيل توحيد الجهود الفكرية والثقافية، وتدعو إلى تضامن الأمة والنهوض بها والمحافظة على هويتها. ً
واشتملت الورقة التي قدمها اتحاد لجان العمل الزراعي للجائزة، على الإنتهاكات الإسرائيلية في جميع المناطق الفلسطينية، من مصادرة واستيلاء على الأراضي، لصالح بناء المستوطنات والتوسع الاستيطاني الذي يبتلع الأراضي وخاصة الأراضي الزراعية بهدف اقتلاع المزارع الفلسطيني من أرضه وتهجيره منها.
بالإضافة الى ذلك تناولت الورقة البرامج التي نفذها اتحاد لجان العمل الزراعي لتحقيق رؤيته المتمثلة بمزارع فلسطيني صامد على أرضه يكافح بفعالية من أجل حقوقه الوطنية والمعيشية والديمقراطية ضمن مجتمع فلسطيني حر آمن غذائياً ويتمتع بالعدالة الاجتماعية وأهمها برنامج استصلاح وتطوير الأراضي الزراعية.
وأشار أبو سيف الى أن اتحاد لجان العمل الزراعي عرض خلال مبادرته الاقتصادية لمؤسسة الفكر العربي الانجازات التي حققها “العمل الزراعي” والمتمثلة في زيادة مساحات الأراضي القابلة للزراعة وحماية الأراضي الزراعية التي ساعدت على إعادة إعمار الأرض واستخدامها قبل أن يلتفت اليها الاحتلال الاسرائيلي ويضع يده عليها بحجة أنها أرض بلا مالك، منوهاً إلى أن مبادرة الاتحاد وعلى مدار ثلاثين عاماً عملت على حماية الأرض من السطوة الاستيطانية ومن أطماع الاحتلال بزيادة رقعة الأرض المسيطر عليها، إضافة الى ذلك، عملت المبادرة على حماية التربة من خلال بناء الجدران الاستنادية لحفظ التربة، الأمر الذي حفظ للتربة عضويتها وقيمتها الاقتصادية ما مكن المزارع من استخدامها لأغراض الزراعة وبالتالي شكلت الأرض مصدر رزق حقيقي له، بحيث نجحت المبادرة باستصلاح وتأهيل (79140.9) دونم استهدفت “تطوير واستصلاح الأراضي القريبة من جدار الفصل العنصري والقرى القريبة من المستوطنات في المناطق المصنفة «ج» والتي تشكل 60% من الأراضي الفلسطينية حيث يطلق الاحتلال الاسرائيلي يد الاستيطان.
وأضاف أبو سيف أن محاور مبادرة اتحاد لجان العمل الزراعي الاقتصادية في مجال تطوير واستصلاح الاراضي الفلسطينية تضمنت أربعة محاور: «استصلاح الأراضي» وهي عبارة عن أراض غير مستغلة لم تتم زراعتها نهائياً في السابق، ويتم العمل على إعادة تأهيلها لتصبح صالحة للزراعة بالمواصفات المطلوبة. ومحور «تأهيل الأراضي» وهي أراض تكون مزروعة أو مشجرة لكنها مهملة من قبل اصحابها وبالتالي يتم إعادة تأهيلها لتدر دخلاً على ملاكها مجدداً وخلق مصادر دخل جديدة. بالإضافة لتطوير الأرض من خلال محور «شق الطرق الزراعية» لتسهيل وصول الفلاح لأرضه وتوفير بدائل للطرق التي أغلقها الاحتلال على مدار السنوات الماضية ، وأخيراً محور «عمل آبار لجمع مياه الأمطار» لحل مشكلة ندرة المياه بسبب سيطرة الاحتلال على مصادر المياه في فلسطين وتحكمهم بها.
واتسعت المبادرة لتشمل تطوير الأرض من خلال حماية وإقامة المحميات الرعوية، حيث أنشأ العمل الزراعي (20) محمية رعوية موزعة في كافة أنحاء الوطن، علاوة على ذلك وفي سبيل جعل الارض أكثر خضرة، دعمت المبادرة إنشاء الحدائق المنزلية والعامة لخلق متنفس للعائلات وخصوصاً الأطفال الذين يعانون من كافة أنواع الكبت والحرمان، وعلى صعيد زيادة الرقعة الزراعية المروية نجحت المبادرة بإنشاء العديد من آبار جمع المياهـ وإعادة تأهيل العديد من الابار الجوفية الزراعية، إضافة إلى توزيع شبكات ري وإنشاء خطوط المياه لأهداف الري وكذلك إنشاء وحدات خاصة لمعالجة المياه والاستفادة منها في الري. هذا الإنجاز ساعد على حل مشكلة ندرة المياه وانعدامها في فلسطين. بالإضافة إلى تدريب المزارعين وتنظيمهم في لجان وتمكين المرأة الريفية اقتصادياً واجتماعياً.
وانطلاقاً من إيمان الإتحاد العميق بحق الإنسان الفلسطيني في الوصول مصادره الطبيعية واستخدام أرضه فهو ماضٍ قدماً في مبادرته الاقتصادية، وسيظل مدافعاً عن حق الفلسطيني بهدف حماية الأرض وجعلها ذات جدوى اقتصادية الى جانب الحفاظ على قيمتها الوطنية في ظل التناقص المتسارع في مساحة الاراضي الفلسطينية بفعل سياسة الاستيطان.