العمل الزراعي يستقبل وفداً فرنسياً في الأغوار الفلسطينية
أريحا- استقبل اتحاد لجان العمل الزراعي وفدا فرنسيا ضم طلاب جامعات ونشطاء مجتمعيين مهتمين بالقضية الفلسطينية، حيث اطلع الاتحاد الوفد على الظروف والأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون في منطقة الأغوار الفلسطينية.
ورافق الوفد الدكتور مؤيد بشارات ومنسق اللجان الزراعية التابعة لاتحاد لجان العمل الزراعي في محافظة طوباس سمير بني مطر، حيث اطلع الوفد على طبيعة المنطقة التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، كما زار الوفد راس عين العوجا واطلعوا على الظروف المائية التي يعانيها مزارعي ومربي الثروة الحيوانية في قرية العوجا بسبب نقص المياه والتي تعزى الى حفر الاحتلال ثلاثة آبار جوفية يزيد عمقها عن 500 م.
وزار الوفد أيضا قرية فصايل واطلعوا على الظروف القاسية التي تتعرض لها القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها الالف نسمة ومقسمة الى ثلاثة مناطق (فوقا ووسطى وتحتا) حيث تختلف كل منطقة فيها عن الاخرى من حيث البنى التحتية والتقسيم الاداري حسب اتفاقية اوسلو والخدمات المقدمة مثل الماء والكهرباء والقدرة على البناء.
واطلع الوفد على مكب نفايات مسواة (تيرتسا) المقام في الاغوار الفلسطينية والذي يقوم بتجميع الفضلات والمخلفات البشرية وتحويلها الى سماد مخمر سيء الجودة ليستخدم للاغراض الزراعية ويعتبر هذا المكب مكرهة صحية وبيئية على المناطق الزراعية المجاورة وعلى جميع المواطنين والثروة الحيوانية الموجودة في نفس المنطقة، وتوجه توجه الوفد الى قرية الزبيدات التي تبعد خمسمائة متر عن الخط الامني الذي يفصل الحدود الاردنية عن فلسطين التاريخية، وتحدث خلال الجولة المواطن ابراهيم زبيدات عن تاريخ القرية ومعاناة اهلها ومزارعيها عند توجههم لمزارعهم في كل صباح ومساء بسبب القيود المفروضة عليهم من الاحتلال.
كما استقبل عضو اللجنة الزراعية في قرية الجفتلك أحمد مواهرة الوفد الفرنسي واطلعهم عن ظروف المزارعين القاسية نتيجة قلة المياه الزراعية وعدم حصولهم على تصاريح لتأهيل ابارهم الزراعية او زيادة عمقها والتي تقابل دائما بالرفض.
وخلال الطريق المؤدي الى قرية بردله شاهد الوفد المناطق الرعوية التي حولها الاحتلال الى مناطق عسكرية مغلقة يمنع التواجد فيها. وعند الوصول الى قرية بردله تحدث د.مؤيد بشارات عن الزراعة والمياه والتسويق في الاغوار الشمالية وتوقف الوفد بالقرب من معبر بيسان التجاري الذي تمر عبره جزء من المنتجات الزراعية الفلسطينية والذي التهم مئات الدونمات من اراضي المواطنين وسيلتهم جدار الضم والتوسع العنصري المئات الاخرى من الدونمات عند استكمال الجانب الشرقي منه.
وفي طريق العودة تم التوقف عند نبع عين الحلوة في منطقة المالح حيث شاهد الوفد الجفاف التي تعانيه المنطقة وتم التحدث عن ممارسات المستوطنين العنصرية التي تحرم المواطنين ومواشيهم من المياه، ومن ثم تم التوجه الى حمامات المالح والتي لم يتبقى منها سوى بعض المناطق الرطبة ولا وجود لأي مصدر مائي يذكر. وعند مغادرة المالح وخلال العبور من حاجز تياسير العسكري اطلع الوفد على الاجراءات المذلة التي يقوم بها الجنود بحق المواطنين ، حيث تم احتجاز جوازات سفر اعضاء الوفد الفرنسي بحجة فحص اذا بامكانهم المرور عبر الحاجز او العودة.
الجدير بالذكر أن الاغوار الفلسطينية تشكل 30% من المساحة الكلية للضفة الغربية، حيث يقطنها ستون الف مواطن فلسطيني مقابل سبع وثلاثون مستوطنة اسرائيلية يقطنها قرابة تسعة ألاف وخمسمائة مستوطن. كما أن أن 87% من الاغوار الفلسطينية هي منطقة مصنفة (ج) حسب اتفاقية اوسلو. ويذكر ايضا أن المواطن الفلسطيني يستهلك 20 لتر/يوميا للاستخدام المنزلي في حين ان المستوطن الاسرائيلي يستهلك 300 لتر/ يوميا لنفس الاستخدام وفي نفس المنطقة.