العمل الزراعي يرصد اقتلاع وتدمير 6000 شجرة وتجريف آلاف الدونمات خلال النصف الثاني من 2020
رصد
اتحاد لجان العمل الزراعي انتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه على القطاع الزراعي في
الضفة الغربية وقطاع غزة في النصف الثاني من عام 2020، إذ زادت الانتهاكات عن ال
700 انتهاك واعتداء، تمثلت بقتل الطفل علي أبو عليا 13 عام من قرية المغير أثناء
مشاركته في مظاهرة ضد مصادرة أراضي تابعة للقرية، كما تم رصداقتلاع وحرق وتدمير أكثر من
6000 شجرة، ومنع الوصول وتجريف وتخريب أكثر من 3500 دونم لصالح التوسع الاستيطاني،
أما في قطاع غزة فقد قامت قوات الاحتلال بأكثر من 200 اعتداء تمثلت بملاحقات
للصيادين وعمليا إطلاق النار عليهم وعلى الأراضي الزراعية ما نتج عنها اعتقال 4
صيادين وإصابة 4 آخرين ومصادرة قاربين اثنين.
وتنوعت
الانتهاكات والجرائم بحق المزارعين وأهمها انتهاك الحق بالتجمع السلمي والسلامة البدنية ومهاجمة النشاطات
السلمية للمزراعين، والذي
تمثل بإطلاق النار على المزراعين وقتل الطفل علي أبو عليا خلال قمع مظاهرة سلمية
ضد مصادرة الأراضي وإقامة بؤرة استيطانية في منطق رأس التين على المدخل الشرقي
لبلدة المغير شمال شرقي رام الله، بالإضافة إلى جرائم إطلاق النار والاعتداء الجسدي على المزراعين والذي تم رصده في عدة مناطق كالأغوار
الشمالية وقريوت، إذ قامت مجموعة من المستوطنين في بداية شهر تموز 2020 بملاحقة مربي
مواشي في خربة أوحيش شرق المالح في الأغوار الشمالية، وطردهم من المنطقة، بالإضافة
لتهريب المزارعين في بلدة قريوت ومنعهم من الوصول لأراضيهم، أما في نهاية العام
فقد اعتدى جيش الاحتلال في مطلع تشرين الثاني 2020 على مسن في بلدة بيت أمر شمالي
مدينة الخليل أثناء
وجوده برفقة أبنائه بأرضه في منطقة واد ابو الريش، من أجل قطف ثمار الزيتون، ما
أدى لإصابته برضوض.
ولم تقتصر الاعتداءات في النصف الثاني على المزراعين
والأراضي في الضفة الغربية بل طالت الصيادين وزوارقهم والأراضي في قطاع غزة، إذ بلغت الانتهاكات والجرائم بحقهم
أكثر من 67 انتهاك ما بين حزيران حتى
كانون أول 2020، تنوعت ما بين الملاحقة وإطلاق النار، إذ فتحت زوارق الاحتلال الحربية نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه مراكب الصيادين
شمال مدينة غزة في الثامن من آب /2020، وقامت في العشرين من ذات الشهر بفتح مضخة
مياه تجاه قوارب صيد غرب ميناء خانيونس، أما في نهاية العامـ تحديدًا في الرابع من
كانون أول فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزة داخل معبر
بيت حانون “ايرز” وفي محيطه، شمال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، نيران أسلحتها
الرشاشة تجاه المنطقة الحدودية المحاذية للشريط الحدودي بشكل متقطع، ما أثار الخوف
والهلع في صفوف المزارعين القريبة أراضيهم الزراعية من المنطقة الحدودية، دون أن
يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
رصد الاتحاد أوامر
عسكرية لهدم المنشآت ومصادرتها، تمثلت ب 68 أمر عسكري ما بين هدم ومصادرة، ففي
بداية شهر تموز 2020 قامت قوات الاحتلال بهدم منشآت وحظائر أغنام لثلاث عائلات في
منطقة الواد الأحمر- فصايل الاغوار، فيما قامت
قوات الاحتلال في 15/تموز بعمل مسح لـ أراض إلى الشمال من البؤرة
الاستيطانية المقامة على أراضي خلة حمد بالحمة في الأغوار الشمالية، حيث بلغ عدد
الدونمات التي تم مسحها ب 300 دونم، أما في الرابع من آب/2020 اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة دير بلوط، غربي مدينة
سلفيت، وسلمت تسعة اخطارات بخلع أشجار زيتون لثمانية عائلات، وإخطار بوقف استصلاح
أراضٍ لعائلة أخرى، في منطقة تسمى) تعمر، وأبو الرايات (بحجة وقوعها ضمن المنطقة ج
الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية حيث يقام مقطع من الجدار الفاصل على أراضيها، في حين اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة الحفيرة في بلدة
السيلة الحارثية غربي مدينة جنين. وأخطرت مهندساً زراعياً من سكان البلدة المذكورة
بهدم دفيئته الزراعية “بيت بلاستيكي “مزروع بمحصول الكوسا وتبلغ مساحتها 250م2
بحجة أنها منطقة أثرية وتقع في المنطقة ج وذلك في 29 من كانون أول 2020.
بلغ
عدد اعتداءات اقتلاع الاشجار والمصادرة 77 اعتداء، أكثر هذه الاعتداءات في شهر
تموز، ومنها شروع المستوطنين بزراعة أشجار
حرجية إلى الشمال من خربة الفارسية في منطقة احمير في الأغوار، حيث قاموا بزراعة
أشجار حرجية يقدر عددها ب 30 شجرة وتمت زراعتها على مساحة حوالي 15 دونم في
المنطقة، والهدف الأساسي من زراعة الأشجار هو السيطرة على أراضي المنطقة،
بالإضافة إلى قيام قوة
للاحتلال تصحبها شركة مياه ماكروت الإسرائيلية، بإغلاق فتحات المياه التي تغذي
المواطنين في المنطقة إلى الجنوب من فروش بيت دجن، واقتلاع المستوطنين 70
شجرة زيتون في منطقة العديسة، شرق الخليل.
أما في
الشهور الممتدة ما بين آب وكانون أول، فتعددت الانتهاكات وشملت مناطق واسعة، ومن
هذه الاعتداءات، قتل المستوطنين 4 خراف في ترمسعيا، وقيام المستوطنين باقامة بؤرة استيطانية على
أراضي خلة الفرن جنوب الخليل بهدف ربط مستعمرة كريات أربع مع باقي المستعمرات
المحاذية لها شرقي “بني حيفر” و”كرمئيل” و”ماعون”
عبر سلسلة جبال جنوب الخليل، بالإضافة إلى اقتلاع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لـ مئات
أشتال الزيتون والعنب، بعد تجريفها لأراض، في بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم. وفي
تصريح من بلدية الخضر، قالت أن قوات الاحتلال اقتلعت أكثر من 30 شتلة زيتون. كما
جرفت أرضاً مساحتها 6 دونمات في منطقة العُبسية بالبلدة، ما أدى لاقتلاع 100 شجرة
زيتون و50 شتلة عنب. يذكر أن قوات الاحتلال كانت قد جرفت أراضي المواطنين
المذكورين، مرتين سابقاً، بهدف إجبارهما على تركها.
تعد اعتداءات جيش الاحتلال انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وحقوق الانسان
والمعاهدات الموقع عليها في العالم، ومنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقية
جينيف الرابعة الخاصة بحق المدنيين في حالة الحرب،والعهد الدولي الخاص للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية و الإعلان العالمي لحقوق الفلاحين والأشخاص الذين يعملون في المناطق
الريفية، بالإضافة إلى الاستناد إلى مواد من القانون الأساسي الفلسطيني، واعلان
الامم المتحدة بشان حقوق الشعوب الاصلية.
ومن
الأمثلة على انتهاك الحق في السلامة البدنية، قتل الشهيد علي أبو عليا، إذ يعد هذا
الفعل هو انتهاك للمادة السادسة من من العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية،
الذي ينص على أن “الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان. و على القانون أن يحمي
هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفاً “، بالإضافة إلى أن تقييد حركة
المزارعين وحرية نشاطهم السلمي للدفاع عن حقوقهم بالأمن والسيادة على الأرض
والموارد التي يعتاشون منها وعليها هو انتهاك للمادة العشرين من القانون الأساسي
الفلسطيني التي تنص على حرية الحركة والإقامة، وهذا يعني أن الدولة المحتلة انتهكت
المادة الرابعة والستون من اتفاقية جينيف الرابعة التي تنص على ضرورة التزام
القوة المحتلة بالتشريعات الجزئية للأرض التي تحتلها، ما يعني أن على إسرائيل كقوة
محتلة احترام مبادئ القانون الأساسي الفلسطيني التي لا تشكل خطراً للأمن والسلم
القومي والعالمي.
بالإضافة
إلى أن الحرق واقتلاع الأشجار ينتهك قانون
البيئة العالمي الذي يعد فرعًا للقانون الدولي العام، كما أن اتلاف المحاصيل وضخ
مياه الصرف الصحي يعد انتهاكًا للمادة التاسعة و العشرون لحقوق الشعوب الاصلية، وتنص المادة ان” على الدول أن تتخذ تدابير فعالة لضمان عدم تخزين
مواد خطرة أو التخلص منها في أراضي الشعوب الأصلية أو أقاليمها، دون موافقتها
الحرة والمسبقة والمستنيرة” وهذا ما حصل عندما قام
المستوطنون بضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي على أراضي قرية قريوب جنوب نابلس،
ما أدى إلى إتلاف إلى أكثر ما يزيد عن 50
شجرة زيتون يزيد عمرها عن 50 عام.