العمل الزراعي: تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال في المناطق “ج” في محافظتي الخليل وبيت لحم
أعلن
اتحاد لجان العمل الزراعي في تقرير إنجازه النصف سنوي للعام 2017 بأن وتيرة انتهاكات
الاحتلال في المناطق المصنفة “ج” في محافظتي الخليل وبيت لحم، والمتمثلة
في الأوامر العسكرية التي تطارد بها حكومة الاحتلال المزارعين هناك، مثل اخطارت
وقف العمل وأوامر هدم المنشآت الزراعية وغيرها قد ازدادت بشكل كبير مقارنة
بالأعوام السابقة، مشيراً إلى هجمة شرسة يتعرض لها المزارعين في تلك المناطق بشكل
ممنهج.
وقد
سجل العمل الزراعي في تقريره النصف سنوي للعمل الذي أنجزه ومن خلال توثيقه للانتهاكات
في المناطق المصنفة “ج” حيث ينفذ معظم مشاريعه، ما يزيد عن 45 اخطار منذ
بداية العام مقارنة ب 15 اخطار في العام الماضي، وتمثلت هذه الاخطارات بوقف العمل لما مجموعه 340
دونم زراعي و15 بئر منذ بداية العام، بالإضافة إلى ما يزيد عن 4 كلم من الطرق
الزراعية في بلدتي الخضر وتقوع في محافظة بيت لحم.
وجاء
في التقرير أن قوات الاحتلال قامت بحجز ثلاث “بواقر” ومصادرة معدات تشمل
مولدات كهربائية وخلاطات باطون ومعدات حفر صغيرة بقيمة تتجاوز ال 70 ألف شيكل،
بالإضافة إلى تغريم المقاولين التي تمت مصادرة آلياتهم بما يزيد عن 80 ألف شيكل
وتوقيعهم على تعهدات مالية تزيد عن 200 ألف شيكل.
وأضاف العمل الزراعي في تقرير إنجازه ، أن قوات
الاحتلال قامت منذ بداية العام الحالي بهدم سبعة آبار زراعية في منطقة تقوع شرقي
محافظة بيت لحم، جزء منها كان ممولاً من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع إنشاء محمية
رعوية للأغنام شرقي بلدة تقوع في محافظة بيت لحم. ومن جانب آخر ذكر التقرير أن
قوات الاحتلال ومستوطنيه قاموا باقتلاع ما يزيد عن 800 شتلة زيتون كان قد عمل
الاتحاد على زراعتها منذ بداية العام في الأراضي الزراعية التي تم استصلاحها في
بلدتي نحالين والخضر في محافظة بيت لحم بالإضافة إلى إغلاق العديد من مداخل الطرق
الزراعية في نفس المنطقة والمناطق المجاورة لبلدتي الخضر ونحالين.
ويعمل اتحاد
لجان العمل الزراعي على تنفيذ مشاريع حيوية وتنموية في المناطق المصنفة “ج”،
أنجز من خلالها ومنذ بداية العام استصلاح
وتأهيل أكثر من 1000 دونم وشق 32 كلم من الطرق الزراعية و500 متر قنوات ري زراعية
ضمن برنامج شامل ومتكامل لتطوير الأراضي الزراعية، يهدف الاتحاد من خلاله إلى تعزيز
وتمكين المزارع الفلسطيني والمساهمة في تثبيت أرضه ورفع القيمة الزراعية للأراضي
ذات القيمة المنخفضة زراعياً، لتمكين عائلات المزراعين من تحسين ظروف الدخل الشهري
لهم والمتأتي من الناتج الزراعي في تلك المناطق.
يذكر
أن هذه الأراضي وبسبب قربها من المستوطنات والطرق الاستيطانية، وبسبب ضعف القدرات
المالية للمزراعين كانت غير مستصلحة وغير مدرة للدخل، ويعتبر تأهيلها واستصلاحها من
أهم احتياجات المزارعين كونها مصدر الدخل الوحيد للمئات منهم الذين يعيشون دون
مستوى خط الفقر.
يعمل العمل
الزراعي ومن خلال المؤسسات الداعمة، على توجيه التمويل بشكل كبير إلى المناطق المصنفة
“ج” – والتي تشكل 60% من أراضي الضفة الغربية – وتنفيذ العديد من مشاريع
استصلاح وتأهيل الأراضي الزراعية وزيادة القدرة التخزينية لمياه الأمطار من خلال إنشاء
العديد من أنظمة الحصاد المائي، كما يعمل على تشجيع المزراعين الفلسطينيين للعمل
في أراضيهم ومساندتهم من خلال مشاريع تأهيل واستصلاح هذه الأراضي وشق الطرق
الزراعية، التي تسهل وصولهم إليها وإنشاء آبار جمع المياه ليتمكن المزراعين من جمع
مياه الأمطار لتجاوز أزمة المياه ومساعدتهم في عمليات الري التكميلي للأشجار المثمرة
التي يقومون بزراعتها في الأراضي التي يتم تأهيلها واستصلاحها.
إن هدف
اتحاد لجان العمل الزراعي ومنذ نشأته، يتركز حول نصرة الفلاح الفلسطيني والدفاع عن
حقوقه في أرضه والوصول لموارده الطبيعية، بالأخص في المناطق المصنفة “ج”
حسب اتفاقية أوسلو، فقد عمل الاتحاد على مساعدة المزراعين في فتح ملفات قانونية
للمنشآت التي تم وقف العمل فيها من خلال التعاون مع المؤسسات القانونية، ومساعدتهم
في تجهيز الملفات التي يسميها الاحتلال ترخيص البناء في مناطق “ج” من
خلال مسح أراضيهم وتغطية تكاليف اجراءات المساحة وتكاليف فتح الملفات ورسوم محاكم
الاحتلال التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين، والنتيجة
أن اتحاد لجان العمل الزراعي ساهم في حماية وتمكين الوصول لحوالي 1030 دونم في
المناطق التي جرى متابعة ملفاتها قانونياً حيث يأتي هذا الجهد ضمن مساعي الاتحاد في
رفع الوعي القانوني للمزارعين وحماية أراضيهم، وإلى جانب المتابعة القانونية يعمل
الاتحاد على تشجير الأراضي المهددة لحمايتها من المصادرة وأهم ما تم انجازه في هذا
المجال منذ بداية العام زراعة 50000 شتلة زيتون وإنشاء آبار لجمع المياه في خربة
زكريا ومنطقة الخضر.