الانتخابات في إسرائيل: يزداد وضع المزارعين الفلسطينيين سوءًا يومًا بعد يوم، مما يعرض فلسطين بأكملها للخطر

Categories الاخبار

الانتخابات في إسرائيل: يزداد وضع المزارعين الفلسطينيين سوءًا يومًا بعد يوم، مما يعرض فلسطين بأكملها للخطر

خسر بنيامين نتنياهو رهانه، وسيضطر للتحالف من
أجل الحكم. ولكن لا يتحدث لا هو ولا منافسه من الحزب الأزرق والأبيض بيني غانتز عن
الاحتلال ولا يطرحان مقترحات لإنهائه. على العكس تماماً، اذ انهما يتنافسان فيما
بينهما على من يمكنه أن يعد المستوطنين أكثر من غيره.

خلال الحملة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو عن رغبته في ضم أجزاء من وادي الأردن وجميع المستوطنات
الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. تصل المنطقة المستهدفة إلى 75٪ من المنطقة
“ج”، و
هي
أكثر الأماكن الاستراتيجية والصالحة للزراعة في الضفة الغربية
بأكملها. تعد هذه المنطقة حيوية بالنسبة لفلسطين، حيث يعمل القطاع
الزراعي، وفقاً لمجلس العلاقات الفلسطينية الأوروبية، في توظيف 13.4٪ من السكان
ويوظف 90٪ من السكان بشكل غير رسمي.

علاوة على ذلك، فإن هذا الضم الرسمي قد يعني
أن فكرة حل الدولتين قد انتهت رسمياً. وهذا يعني إنشاء “إسرائيل
الكبرى”، التي ستكون دولة يهودية غير ديمقراطية تحرم الفلسطينيين من التمتع
بحقوق متساوية.

في الواقع لقد تم ضم الأرض بالفعل؛ فمنذ
عام 1948، تهدف الحكومة الإسرائيلية إلى ضم أكبر مساحة ممكنة من فلسطين التاريخية
وفي نفس الوقت الاحتفاظ بأقل عدد ممكن من الفلسطينيين فيها. في حين أن خلق إسرائيل
في عام 1948 أصبح ممكناً من خلال  تدمير القرى العربية بشكل ممنهج لخلق مساحة و أراضي مهجرة  ليتم تهويدها – إن
التوسع الكبير في المنطقة بحلول حرب عام 1967 يتطلب استراتيجية مختلفة للحفاظ على
مفارقة الدولة اليهودية: بحيث لا يتجاوز عدد العرب المتواجدين في اسرائيل ما نسبته
20% من إجمالي عدد السكان. فكرة تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق، كما كان الحال منذ
عام 1993(اتفاق أوسلو)، تم تطويرها عام 1967. وبذلك، تعزل اسرائيل الفلسطينيين،
وتسيطر على حركتهم، وتستولي على أراضيهم ومساكنهم في أماكن استراتيجية، وتمنحهم
حقوقًا مختلفة.

لا يزال هذا الوضع مستمراً بالرغم من أنه كان ينبغي أن يستمر
لمدة خمس سنوات فقط
، فهو الوقت الذي تم تحديده لتنظيم الانتقال
للسلطة الفلسطينية. خلال هذه الفترة، قام المستوطنون الإسرائيليون باستعمار الضفة
الغربية بشكل غير قانوني، بحيث تم ضم هذه الأراضي بالفعل.

أدى احتلال الضفة الغربية إلى تدهور ظروف العمل
والمعيشة للمزارعين، وهو ما يؤثر على البلد بأكمله:

– نقص المياه وعدم القدرة على الري بسبب
القيود الإسرائيلية؛

– قلة الأراضي الصالحة للزراعة بسبب
المصادرة؛

– الطرق الغير مجهزة تمنع الوصول إلى الحقول؛

– مشاكل التسويق بسبب القيود الإسرائيلية؛

– ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي بالاضافة إلى
صعوبة تأمين رأس المال؛

– ضعف شبكات المياه والكهرباء؛

– قلة الخدمات الاجتماعية والتعليمية مثل
الأندية والمراكز النسائية والملاعب والحدائق؛

عدم الوصول إلى التكنولوجيا الجديدة؛

– حظر البناء؛

– هدم المنازل؛

– تقييد الحركات ونقاط التفتيش؛

-وجود قيود على التخطيط؛

أصبح
هذا الموقف الشبيه بالفصل العنصري رسمياً عندما أقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)
قانون “الدولة القومية اليهودية” في 18 تموز 2018، وهو قانون يشبه
الدستور والذي يمنح حق تقرير المصير لليهود فقط، بحيث يقتصر بناء المنازل على
اليهود فقط ويمنحهم أولوية وطنية، ويلغي مكانة اللغة العربية كلغة رسمية لإسرائيل.
وبما أن الفلسطينيين لم يمنحوا الجنسية الكاملة. فإن دولة الاحتلال لا تكترث لأي
خلل ديموغرافي بين المواطنين اليهود وغير اليهود. هذه الخطوة خطيرة للغاية، بحيث تعطي
دولة الاحتلال الحق في المطالبة بجميع أراضي فلسطين التاريخية، الأرض التوراتية.
إذا ضمت دولة الاحتلال وادي الأردن أو جزء منه، تنتهي فكرة حل الدولتين.

تنتهك دولة الاحتلال القوانين الدولية بكل معنى الكلمة،
والفلسطينيون أصغر من أن يواجهونها بمفردهم. إذا لم يتم فعل أي شيء، فلن تكون
فلسطين موجودة في المستقبل القريب، بينما سيبقى الفلسطينيون في مناطق مشابهة
لبانتوستانات جنوب إفريقيا في جميع أنحاء البلاد.

أما بالنسبة لمن يؤمنون بأن دولة الاحتلال تريد السلام فقد
أعلن نتنياهو مؤخرًا أن حل الدولتين لم يكن موجودًا من قبل. هذا يظهر بشكل جيد
للغاية سوء النية التي تتبعها دولة إسرائيل في عملية السلام. دولة الاحتلال لا
تريد السلام، بل إنها تريد كل شيء دون اعطاء أي اعتبار للفلسطينيين الذين يعيشون
هنا. لقد حان الوقت للرد، من أجل بقاء الحضارة الفلسطينية، من أجل الحفاظ على كرامة
الإنسان والحفاظ على مصداقية القانون الدولي والمؤسسات الدولية.

 

 كيف
تساعد؟

 يمثل
المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم قوة كبيرة للضغط على الحكومات من أجل ضمان
حصول المدنيين الفلسطينيين على الحماية التي من حقهم أن يتمتعوا بها. هناك العديد
من الطرق التي يمكنك المساعدة من خلالها، لديك قوة أكثر بكثير مما تعتقد:

 

– كن نشيطًا في مبادرة محلية؛

– عمم التقارير حول فلسطين على العائلة
والأصدقاء وجميع المجتمع المحلي الخاص بك.

– أخبر الناس عما يحدث في فلسطين؛

– انخرط في ترجمة التقارير إلى لغات مختلفة.

– اكتب إلى ممثلينك المنتخبين (أو غير
المنتخبين) واطلب منهم اتخاذ الإجراءات اللازمة؛

– اكتب إلى حكومتك وذكّرها بالتزاماتها
بمساعدة المدنيين الفلسطينيين. لقد وقعت معظم الحكومات على اتفاقية جنيف الرابعة
(التي تحكم سلوك دولة الاحتلال) – وهذا يعني أنه، بموجب المادة 1 من الاتفاقية،
عليهم التزام بـ “ضمان احترام” الاتفاقية؛

– دعم عمل المنظمات غير الحكومية الأخرى
النشطة في قضية فلسطين؛

– زُر فلسطين.

– تضامن معنوياً مع الفلسطينيين.

 

أطيب التحيات،

اتحاد لجان العمل الزراعي