استفادت منه 1030 أسرة زراعية فقيرة في محافظات الضفة “العمل الزراعي” يختتم تنفيذ مشروع تحسين مستوى المعيشة في نابلس
نابلس- اختتم اتحاد لجان العمل الزراعي تنفيذ العديد من مشاريع استصلاح وتطوير الأراضي الزراعية، أهمها مشروع تحسين مستوى المعيشة في الضفة الغربية (الهولندي) والذي ينفذ بالشراكة مع عدد من المؤسسات الأهلية الزراعية بإدارة الاغاثة الزراعية وتمويل مكتب الممثلية الهولندية، حيث استهدف المشروع 1030 أسرة زراعية فقيرة في 15 قرية في محافظات الضفة الغربية (رام الله، نابلس، طولكرم، جنين).
وشمل المشروع على تنفيذ العديد من الأنشطة منها الاستصلاح المتكامل للاراضي الزراعية، بالإضافة الى تأهيلها، وشق وتأهيل العديد من الطرق الزراعية، وإنشاء عدد من البرك الاسمنتية لجمع المياه، ورفع كفاءة ومهارة المزارعين من خلال الدورات التدريبية، بالإضافة الى رفع كفاءة ومهارة طاقم المشروع من خلال الدورات التدريبية.
وأشار منسق مشروع تحسين مستوى المعيشة في اتحاد لجان العمل الزراعي المهندس سعادة أبو شيخة الى أن المشروع يندرج ضمن استراتيجية الاتحاد في تحسين مستوى المعيشة لصغار المزارعين وتعزيز صمودهم على أرضهم، حيث أولى الاتحاد اهتمامه بتنفيذ مثل هذا النوع من المشاريع الذي ينسجم مع استراتيجيته، حيث استهداف المواقع المهددة من قبل الاحتلال، مشيرا الى أن المشروع واجه عقبات منها: مصادرة قوات الاحتلال لعدد من الاليات العاملة في المشروع، وايقاف العمل في بعض المواقع، بالاضافة الى حجز والاعتداء بالضرب على عدد من المهندسين والعمال والمزارعين، عدا عن اخطارات الهدم لبعض الخزانات.
من جانبه أكد مشرف المشروع في الاتحاد المهندس محمد شنابله: إن المشروع حقق عدة أهداف منها: تشغيل الأيدي العاملة من سكان القرى المستهدفة والقرى المحيطة من خلال تشغيلهم في بناء الجدران الاستنادية، وبناء الخزانات وحراثة الأراضي وتركيب السياج، كما هدف الى حماية الأراضي الزراعية من المصادرة، لا سيما وأن المشروع ينفذ في مناطق “C” الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، حيث سلّمت سلطات الاحتلال ثلاثة اخطارات هدم للآبار التي نفذها الاتحاد في قرية جوريش بمحافظة نابلس بحجة قربها من الطريق الذي يربط بين محافظتي نابلس وأريحا، بالإضافة الى ذلك تحسين الوضع المعيشي للأسر المعتمدة على القطاع الزراعي، ودعم الاقتصاد الوطني، وتشجيع المزارعين على استغلال الاراضي الزراعية من خلال زراعتها بالاشجار المثمرة، بالاضافة الى الزراعات البينية التي توفر مصدر دخل للمزارعين خلال الفترة التي تسبق انتاج الاشجار المثمرة، حيث تغني هذه الزراعات التربة بالعناصر الغذائية التي لها جدوى كبيرة في زيادة انتاجية الأراضي الزراعية، كذلك ساهم المشروع بشكل فعال في ايجاد فرص عمل بديلة للمزارعين والعمال في المنطقة والذين كانوا يعتمدون بشكل اساسي على العمل في المستوطنات الاسرائيلية في منطقة الاغوار.
بدوره أشار المزارع محمود مروح خالد (59عاما) من قرية جوريش الى الجنوب الشرقي من محافظة نابلس الى أن المشروع شجع المزارعين على استصلاح واستغلال الأرض، لا سيما وأن المزارع لا يستطيع لوحده تحمل تكاليف الاستصلاح بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، منوها الى أن المشروع ساهم في زيادة المساحة الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والعنب والتين، كذلك المساهمة في تحسين الدخل للأسر التي تعتمد على القطاع الزراعي في معيشتهم، وطالب بضرورة استمرار دعم المزارعين لاستصلاح المزيد من الأراضي.
ونوه منسق المشروع في الاتحاد المهندس سعادة أبو شيخة إلى أن مشروع تحسين مستوى المعيشة استهدف 15 قرية موزعة في محافظات الضفة الغربية (رام الله، نابلس، طولكرم، جنين) وبلغ عدد المستفيدين المباشرين من المشروع لكافة الانشطة حوالي 1030 اسرة زراعية من المهمشين والفقراء، بالاضافة الى أن المشروع أوجد حوالي 3250 فرصة عمل.
وفي ذات السياق أكد محمود علي أقرع (32 عاما) أحد العاملين في بناء الجدران الاستنادية الى دور المشروع في خلق فرص عمل للعاطلين عن العمل، لا سيما من لديه عائلة يعيلها وفي ظل ارتفاع الأسعار، حيث وفر المشروع مصدر دخل من خلال تشغيل العمال في مختلف المجالات التي يتطلبها المشروع، مشيرا الى أهمية استمرار مثل هذه المشاريع في توفير المزيد من فرص عمل.
وأشار أبوشيخة الى أن الاتحاد خلال فترة المشروع البالغة 30 شهرا انجز ضمن نشاط الاستصلاح تسوية 780 دونما بواسطة الاليات الثقيلة، وبناء 48739 م2 جدران استنادية، وحراثة وتعزيل 780 دونم، وزراعة 31200 شتلة من الاشجار المثمرة، بالإضافة الى زراعة 520 دونم بالبذار(الزراعات البينية) وتسييج 750 دونما، وانشاء 6077 كوب ماء على شكل ابار جمع للمساعدة في الري التكميلي للاشتال ،وبخصوص نشاط تأهيل الاراضي تم الانتهاء من انجاز 12600 م2 جدران استنادية بالاضافة الى انشاء 3490 كوب ماء على شكل ابار جمع وزراعة ما يقارب 7400 شتلة من الاشجار المثمرة، وبخصوص الزراعات المحمية تم انشاء 35 بركة اسمنتية بسعة لا تقل عن 100 كوب للبركة الواحدة بهدف جمع المياه اثناء فصل الشتاء من اسطح البيوت البلاستيكية واستغلالها في ري المحاصيل الزراعية داخل وخارج البيوت البلاستيكية، فيما يتعلق بتسهيل الوصول للاراضي الزراعية وزيادة الخدمة المقدمة لهذه الاراضي من اجل زيادة الاستغلال ورفع الانتاجية تم الانتهاء من شق وتاهيل 23 كم من الطرق الزراعية، وبخصوص رفع الكفاءة وزيادة المهارة لدى المزارعين تم الانتهاء من 18 دورة تدريبية للمزارعين اختصت بمواضيع زراعية وبيئية مختلفة.
الى ذلك أشار المزارع ابراهيم محمد (40عاما) الى أن استصلاح واستغلال الأرض يعزز من مقولة “الأرض لمن يزرعها وليس لمن يملكها”، حيث ساهم المشروع بشكل فعال في استغلال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الغير مستغلة في قرية جوريش ، على الرغم من قيام قوات الاحتلال بوقف العمل في المشروع واخطار عدد من المزارعين بهدم الآبار الزراعية إلا أن المشروع استمر بإصرار المزارعين وجهود المهندسين من اتحاد لجان العمل الزراعي.
يشار الى أن الاتحاد نفذ سلسلة من المشاريع التنموية التي استهدفت الأسر الفقيرة والمهمشة بهدف تحسين مستواها المعيشي،. كما عمل على تعزيز صمود المزارعين الفلسطينيين على أرضهم وزيادة المساحات الزراعية بشكل ملحوظ والتي انعكست بدورها على دخل الأسر المستفيدة.